ظاهرة العنف الداخلي الفلسطيني.........

ظاهرة العنف الداخلي الفلسطيني

تتزايد يوما بعد يوم التقارير والانباء حول الاعتداءات على الارواح والممتلكات داخل المجتمع الفلسطيني الذي كان يتباهى حتى عهد قريب بما يسود ابناءه من الوئام والتراحم والاخوة على قاعدة الانتماء الى الوطن الواحد والشعب الواحد فلم يعد امرا استثنائيا ان يطلق فلسطينيون النار على فلسطينيين اخرين تحت ذرائع واهية يفترض ان تتلاشى امام مبدأ الوحدة الوطنية بين مختلف القطاعات والفصائل والاحزاب الفلسطينية كما ان هذا العنف امتد الى المدارس وهي ظاهرة جديدة من حيث وصول هذا العنف حد ازهاق الارواح وان كانت الاعتداءات على المعلمين بشكل او باخر تتكرر المرة تلو الاخرى.
فالقتل من اجل السرقة والقتل لاسباب فصائلية او عقائدية واختطاف المواطنين والاجانب على حد سواء وتفجير المحال التجارية والمقاهي والمطاعم وغير ذلك من مظاهر العنف اصبحت امورا شبه مألوفة تنشر على صفحات الجرائد وعبر وسائل الاعلام المختلفة دون ان تثير ما كانت تثيره في الماضي من الادانة والاستهجان وتقوم لجان الصلح والجاهات العشائرية بنشاط محمود لاحتواء المشاعر الغاضبة وتهدئة النفوس الهائجة واعادة المياه الى مجاريها ولكن بعد ان تقع الفأس في الرأس ويذهب الضحايا الى حيث لا عودة.
والشعب الفلسطيني الذي يستند الى تاريخ عريق من الحضارة والخلق القويم والروح المتسامحة بدأ يشهد في صفوفه حالات ليست بالقليلة تسيء الى تاريخه وحضارته وموروثه فلم يعد الحوار بين الكثيرين من ابناء شعبنا يتصف بالعقلانية والاحترام المتبادل وانما يتحول بعد دقائق الى صراخ وشجارات قد تستخدم فيها الايدي حينا وربما الاسلحة البيضاء وغير البيضاء احيانا كل ذلك لاسباب تافهة ونتيجة فورات الغضب وهياج الاعصاب والعجز عن ضبط النفس وكظم الغيظ والعفو عن المسيء وهي الصفات التي تدعو اليها كل الاديان وخصوصا الدين الاسلامي الحنيف.
وربما يكون من السهل القاء تبعة الاعصاب الثائرة والنفوس التي تشتعل لاقل كلمة او تصرف قد يكون اعتياديا ومقبولا لو كانت النفوس هادئة والاعصاب مسترخية - ان تلقى التبعة على الاحتلال طويل الامد الذي جثم على صدور الفلسطينيين اربعة عقود وما يزال وحرم المواطنين فرحة الحياة ونعمة الاسترخاء وهدوء البال - قد يكون هذا الالقاء سهلا ومريحا لاي مراقب كما جرت العادة في تعليق كل اخطائنا وسلوكياتنا غير المقبولة على مشجب الاحتلال الا ان ظاهرة الاحتلال يمكن ان تؤدي الى حالة من الغضب المكبوت يتم تنفيسها داخليا بالعنف بين افراد المجتمع الواحد، ومن الممكن كذلك ان تؤدي الى تكاتف المواطنين وتضامنهم وتسامحهم ازاء بعضهم بعضا للوقوف صفا واحدا والسير معا لتحقيق الاهداف الوطنية وعلى رأسها انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن هنا فان من واجب ابناء الشعب في هذه المرحلة الصعبة التي تضغط بقوة على نفوسهم واعصابهم ان يتحلوا بالصبر والحكمة وضبط النفس وان يتفادوا العنف الداخلي المدمر وتتحمل المؤسسات الاجتماعية والدينية والتربوية مسؤولية نشر الوعي المجتمعي لاشاعة الوئام والوفاق داخل المجتمع الفلسطيني بدءا من الاسرة ثم الحي والقرية او المدينة والمحافظة وصولا الى الوطن الفلسطيني الواحد الذي يتحمل من الضغوط والحصار الخارجي ما يكفيه ويزيد وما يغنيه عن اي صراعات داخلية عنيفة لا مبرر لها ولا جدوى منها على الاطلاق.

المصدر : صحيفة القدس الفلسطينية

شكرا
شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا

موضوع جميل جدا