لماذا يكثر الحديث عن هدنة وصفقة "شاليت"؟!

لماذا يكثر الحديث عن هدنة وصفقة "شاليت
"؟!

بقلم: هاني حبيب

ما كان لجولة المفاوضات الثانية بعد اجتماع أنابوليس، ان تكون أفضل حالاً من حيث النتائج من سابقتها، وليس من المرجح ان نأمل بأن يكون نصيب نتائج الجولات القادمة أفضل حالاً، وكان مصير هذه الجولات معروفاً منذ اللحظة التي اعلنت اسرائيل، وفي مفاجأة من حيث التوقيت بعد اختتام اعمال اجتماع انابوليس عن توسعات في مستوطناتها، خاصة في منطقة القدس وبناء مساكن جديدة في معاليه ادوميم، وجبل ابو غنيم >هارحوماه< دون انتظار لكي يأمل من يأمل بأن تبدأ عملية تفاوضية يمكن لها ان تستمر ولو لبضعة اسابيع قبل ان تطغى المسائل الشائكة والمعقدة على العملية التفاوضية، بحيث يمكن حينها تبرير الصعوبات والعقبات أمام استمرار العملية التفاوضية، حكومة أولمرت التي قيل انها أجبرت على الذهاب إلى أنابوليس تحت ضغط اميركي، اللقاء المرتقب بعد أيام قليلة بين الرئيس عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية اولمرت، لا نعتقد انه سيفسح المجال أمام عودة اسرائيل عن قراراتها الاستيطانية، اذ ان تلك القرارات لم تتخذ لكي يتم التراجع عنها، خاصة وان فريق أولمرت التفاوضي والحكومي، وحسب تصريحات متكررة، اشار إلى ان كل المسائل يجب ان تخضع للمفاوضات، أي ان هناك أمراً واقعاً يضيف اشكاليات معقدة، وحلها يكمن في التفاوض الذي ربما يستمر إلى الأبد.
وفي نفس السياق، راجت في الأيام الاخيرة أنباء متعددة، مصدرها الاساسي تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ووسائل الاعلام الاسرائيلية حول قضيتين، الاولى تتضمن الحديث المتكرر عن اتصالات بين >حماس< واسرائىل بهدف التوصل الى هدنة، أما الثانية فتتعلق بوساطتين، احداهما مصرية والأخرى اوروبية، بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل أسرى فلسطينيين مع الاسير الاسرائيلي شاليت، وبدورنا نعتقد ان هاتين القضيتين المثارتين على اوسع نطاق، ستظلان ضمن اطار تبادل التصريحات والتعقيبات، من دون التوصل إلى نتيجة، اذ ان السلطات الاسرائيلية ومن خلال اعادة تحريك هذين الملفين، انما تهدف إلى التغطية على الاجراءات الاستيطانية المعلنة من قبلها.
فاسرائيل، حسب اعتقادنا، ليست في وارد الاتفاق على هدنة مع حركة حماس، لاسباب عديدة، في طليعتها انها باتت قادرة على التعايش مع الأوضاع الناجمة عن اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع، وقادرة على احتواء المشكلات الناجمة عنها كما فعلت قبل عقدين، مع المستوطنات والقرى الحدودية المتاخمة للحدود اللبنانية، اثر تزايد عمليات المقاومة واطلاق الصواريخ، والتي كانت أكثر خطورة وتأثيراً مما هو الأمر عليه الآن.
كما ان اسرائيل، وبعد هزيمتها في لبنان، ستبدو أكثر استسلاماً، ان توافقت مع حركة حماس على أية هدنة بالشروط المتداولة، فاسرائيل تريد هدنة تفرضها بقوة سلاحها ومن خلال عمليات الاجتياح والاغتيال والحصار، وليس من خلال صفقة أو توافق مع حركة حماس، والشروط المتداولة التي تشير اليها اسرائيل، مثل قدرة حركة حماس على لجم حركة الجهاد والفصائل الأخرى عن اطلاق الصواريخ، تعود إلى حث حركة حماس على المضي قدماً على فرض ذلك على الفصائل، مع علم اسرائيل انه ليس بقدرة حركة حماس، حتى لو أرادت، فرض هذا الأمر لاسباب عملية واسباب سياسية من ناحية ثانية، لكن اسرائيل من وراء مثل هذه الاشتراطات انما تهدف إلى مزيد من التصدع في الحال الفلسطينية الداخلية.
أما فيما يتعلق بملف شاليت، فاننا نعتقد ان هناك أجواء متفائلة مترافقة مع نشاط الوسطاء، وخطوات مصرية في العلاقة مع حركة حماس، فسرت بانها ذات علاقة بملف تبادل الأسرى، اسرائىل من ناحيتها شكلت لجاناً تهدف إلى تخفيف شروط الافراج عن الأسرى، مع ذلك، فاننا لا نعتقد ان اسرائىل ستعقد صفقة بهذا الشأن، فهذه ستكون الحالة الأولى التي ستقوم بها بتبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، كافة الصفقات السابقة، مع حزب الله أو مع القيادة العامة او غيرهما، تمت مع اطراف خارج حدود ومناطق اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وما حدث عندما تم أسر الجندي الاسرائيلي >فاكسمان< قبل أكثر من عقد من الزمن، في الضفة الغربية، واجهته اسرائيل بالطريقة التي تعتبرها مثالية حيث اقتحمت مكان احتجازه ما أدى إلى مقتله ومقتل خاطفيه، اسرائىل ليست في وارد الاقدام على تبادل أسرى لأنها لا تريد ان تشكل أية سابقة من هذا النوع، اشارة لتشجيع فصائل فلسطينية لأسر جنود اسرائيليين مرة تلو الأخرى، اسرائىل أقدمت على اعلان حرب على لبنان لمجرد أسر جنديين اسرائيليين، فهل ستقوم بعقد صفقة مع فصائل فلسطينية يتم بموجبها تبادل أسرى مقابل شاليت؟!
لكن اسرائيل معنية بالتشويش على عملية الاستيطان من خلال فتح ملف شاليت من جديد، وتوحي للوسطاء والرأي العام في اسرائىل وخارجها، انها تستعد فعلاً لعقد مثل هذه الصفقة، فهي ايضاً لا تريد ان تقول للوسطاء >لا< بل انها ستحاول ان تضع شروطاً لا يقبلها الطرف الآخر، بحيث تبدو حكومة اولمرت وكأنها تبذل كل جهد في هذا الاطار بعكس الجانب الآخر، الذي يضع العراقيل أمام هذه الصفقة، بينما الواقع - حسب ما نعتقد - ان اسرائيل غير معنية بهكذا صفقة، وهي تحاول اللعب على موضوع الوقت إلى حين ان تستدل على مكان احتجاز شاليت، وربما يكون قتله من قبلها هو الحل لهذه القضية الشائكة.
الاّ ان هاتين المسألتين، الهدنة وشاليت، قد تجدان طريقهما إلى الصفقات اذا ما دخلت عناصر جديدة، بالنسبة لاسرائيل، فربما تلجأ حكومة اولمرت إلى المزيد من محاولات اضعاف أبو مازن لاسباب تتعلق بالمفاوضات، حينها قد تلجأ اسرائىل إلى تقوية اطراف أخرى، مع ذلك فاننا لا نرى على المستوى المنظور أية نوايا اسرائيلية جدية باغلاف ملفي الهدنة وشاليت، خاصة اذا ظلت ملفات الاستيطان مفتوحة وتشكل عقبة كأداء امام بدء العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني.
وبهذا الصدد، فاننا لا نعتقد ان هناك مساعي جدية لإغلاق ملف الاستيطان، وعليه فان العام 2008 لن يشكل اطاراً أو تقدماً حقيقياً لبدء، وليس تقدم، العملية التفاوضية!!

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

بارك الله فيك أخي المدير العام وجزاك الله كل خير

شكرا أخي الأسد على المرور وبارك الله فيك

لماذا يكثر الحديث عن هدنة وصفقة "شاليت"؟! 213304

لماذا يكثر الحديث عن هدنة وصفقة "شاليت"؟! 8868

لماذا يكثر الحديث عن هدنة وصفقة "شاليت"؟! 709322