هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةشبكة الرشيدأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حصاد حصار غزة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رشيد شاور
المدير العام لشبكة ومنتديات الرشيد
المدير العام لشبكة ومنتديات الرشيد
رشيد شاور


عدد الرسائل : 208
العمر : 31
الموقع : الخليل
العمل : student
المزاج : رايق
  : حصاد حصار غزة C13e6510
تاريخ التسجيل : 07/12/2007

حصاد حصار غزة Empty
مُساهمةموضوع: حصاد حصار غزة   حصاد حصار غزة Icon_minitime8/2/2008, 9:34 pm



حصاد حصار غزة

هشام منور


اكتنفت صور وأحداث "عبور" أهل غزة معبر رفح الحدودي مع مصر فرحة غامرة بلا ريب. فالحصار الإسرائيلي والدولي الذي حاول خنق سكان قطاع غزة ومعاقبتهم على ما لا ذنب لهم به، بدا للوهلة الأولى وكأنه قد كسر وتحطم إلى غير رجعة. وقد حفلت "مسرحية" تفجير الحاجز الحدودي وعجز الأمن المصري عن صد "جحافل" المتدفقين إلى مدينتي رفح والعريش المصريتين ببعض التفاصيل المزعجة، ولكنها كانت ضرورية للإيحاء بعفوية التجربة والحدث وصعوبة الظرف واستثنائيته، بما يرفع من خلاله، أو على الأقل، يخفف من وطأة الاتهامات الإسرائيلية والإدانات الأمريكية للحكومة المصرية، والتي ما وجدت بدّاً من القيام بما يمليه عليها واجبها الأخوي والديني والإنساني تجاه أهل غزة الذين أنهكهم الحصار المستنسخ إسرائيلياً من تجربة الولايات المتحدة مع الهنود الحمر.
أيام قليلة مضت على فتح المعبر، ورغم الموقف الإيجابي الذي اضطلعت به الحكومة المصرية بعدم الرضوخ للمطالبات الإسرائيلية والأمريكية بإغلاق معبر رفح الحدودي وإعادة القبضة الأمنية عليه، إلا أن قراءة الموقف المصري من على بعد مسافة معقولة ودون استبعاد للعامل الإنساني والضغط الشعبي الذي تحملته الحكومة المصرية من شعبها المتحرق لنجدة إخوته في غزة، إن قراءة هادئة لموقف الحكومة المصرية سوف يضعف من التحليلات والآراء التي ذهبت إلى تفسير هذا الموقف برغبة الحكومة المصرية "التنفيس" وتليين الأجواء والمواقف المحتقنة في كل من الشارعين الفلسطيني والمصري، والعربي والإسلامي بوجه عام. فخطورة الخطوة التي أقدمت عليها (مصر) لا يمكن قياس نتائجها ومنعكساتها بمجرد الرغبة في تنفيس الاحتقان الناتج من طول الحصار وضراوة آثاره في ظل آثاره السياسية على علاقات مصر مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي السياق ذاته، لا يمكن فهم موقف الحكومة المصرية وإدراجه، في ظل حالة عاطفية سائدة لدى الشعوب وبعض المحللين، على حد سواء، ضمن سياق انهيار النظام الرسمي العربي اللامبالي عادة بمشاعر جماهيره واختلاجاته ومواقفه، وتفضيله الوقوف إلى جانبه هذه المرة على الانصياع لمبادئ السياسة و"حكمة" الدبلوماسية ومراعاة موازين القوى الدولية، وهو (أي النظام العربي) الذي لم يتخذ خطوة باتجاه المصالحة مع شعوبه في ظل مواقف وأحداث جسيمة سابقة كانت أكثر حاجة لموقف جريء وحاسم، والتمثيل على ذلك سهل المنال وحاضر في الأذهان.
إن حرارة المشهد والعواطف الأخوية التي لا يمكن إنكار أثرها ودورها في هذا السياق يجب ألا تغيّب عن ذهنها أهمية التجاذب المصري الإسرائيلي الحاصل مؤخراً وموجة التصريحات والحروب الإعلامية التي شنتها أخيراً الصحافة الإسرائيلية على الدبلوماسية المصرية (وبالذات وزير الخارجية المصري أبو الغيط) إلى الحد الذي تجرأت فيه الآلة الإعلامية الصهيونية على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، بل والتشكيك بمكانة مصر وفعاليتها على الساحتين الإقليمية والدولية ومدى قدرتها على ممارسة الضغوط والتحكم بأوراق ومفاتيح الصراع الدائر في ظل انشغال الدولة العربية الأكبر من حيث السكان بهمومها ومشكلاتها الداخلية المتفاقمة يوماً بعد يوم.
ولعل الدبلوماسية المصرية قد تفطنت أخيراً إلى الحرب الباردة التي يشنها عليها الإعلام الصهيوني وحلفاؤه في الولايات المتحدة، ومدى تأثيرها على حجم المعونات التي تحصل عليها مصر سنوياً من الولايات المتحدة، فبادرت إلى القيام بما من شأنه أن يبرز مكانة مصر ودورها ووزنها الإقليمي وبالذات على الساحة الفلسطينية الأكثر سخونة وأهمية بالنسبة للشارع العربي والإسلامي، فبدا موقفها الأخير وكأنه "صفعة" مؤلمة لجميع الطروحات المشككة بالدور المصري وثقله على المشهد الفلسطيني بالذات والإقليمي بوجه عام.
وصفوة القول: إن محاولات الحكومة المصرية استرداد مكانتها ووزنها العربي وثقلها الإقليمي قد ساهم إلى حد بعيد في تفريج غمة أهلنا في غزة، ولكن السؤال الذي ما يزال قائماً هو متى يكف الفرقاء الفلسطينيون عن استنزاف صمود الشعب الفلسطيني وصبره في سجالات وأقنية ثانوية، ونسيان المعركة الحقيقية مع عدو لم يأل جهداً في استغلال الوضع الفلسطيني لصالحه أيما استغلال؟ وهل تكفي محاولة اجتياح الحدود مع مصر لوضع حد لمعاناة المحاصرين في غزة؟ في ظني أن الحل، رغم مجاجة تكراره وملل بداهته، لن يكون سوى الجلوس على مائدة المفاوضات مع الذات و"الأخ" قبل محاورة ومفاوضة "الآخر" الذي ما فتئ يساوم ويناور ويماطل، ويستفيد من مقولة "فرق تسد" بين الإخوة الفلسطينيين إلى أبعد مدى يمكنه وما كان ليتوقعه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrasheed.yoo7.com
 
حصاد حصار غزة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى المقالات-
انتقل الى: